مجلة شهرية يصدرها المعهد العربي لحقوق الإنسان
العدد 01 - 15 فيفري 2016
التنوّع الثقافي
تولي الثقافة بتنوّعها الكبير قيمة ملازمة للتنمية والتماسك الاجتماعي والسلام
يشكّل التنوع الثقافي قوة محركة للتنمية، ليس على مستوى النمو الاقتصادي فحسب بل أيضاً كوسيلة لعيش حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالاً، وهو ما تنصّ عليه اتفاقيات الثقافة السبع التي توفّر ركيزة صلبة لتعزيز التنوّع الثقافي. من هنا، يُعتبر التنوع الثقافي ميزة ضرورية للحدّ من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.
في الوقت عينه، يساهم القبول بالتنوّع الثقافي والاقرار به – عبر الاستعمال الابداعي للإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل خاص – في خلق الحوار بين الحضارات والثقافات وفي بلوغ الاحترام والتفاهم المتبادل.
وقد تحوّل تعزيز التنوع الثقافي – "التراث المشترك للبشرية" وفقاً للإعلان العالمي لليونسكو المتعلق بالتنوع الثقافي للعام 2001 – والحوار الناتج عنه الى إحدى القضايا العصرية الأشد إلحاحاً، وبالتالي الى قضية أساسية بالنسبة الى ولاية المنظمة.
- إعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي
- 21 أيار/مايو: اليوم العالمي للتنوّع الثقافي من اجل الحوار والتنمية (بالانجليزية)
- اليونسكو ومسألة التنوع الثقافي (بالفرنسية )
- آراء حول التنوع الثقافي (بالانجليزية)
- العمل لصالح التنوع الثقافي (بالانجليزية)
تنوّع أشكال التعبير الثقافي
يطرح تأمين التنوع في أشكال التعبير الثقافي تحدياً للمجتمعات المحلية والوطنية والدولية اليوم. وقد تبنّت الدول الأعضاء في اليونسكو اتفاقية حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي وتعزيزها عام 2005 بهدف التعامل مع هذا البعد الخاص المرتبط بالتنوع الثقافي.
ومع دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في العام 2007، تبرز ضرورة تطوير مقاربات جديدة لأشكال التعبير الثقافي بمختلف نواحيها من كتب وبرامج متلفزة وموسيقى وعروض حية والكثير غيرها. وتعمد اليونسكو حالياً، بموازاة توليها مهام أمانة سرّ الاتفاقية، الى إعادة تصميم مشاريعها التشغيلية وصياغة برامج جديدة بغية تحقيق أهداف الاتفاقية.
- موقع اتفاقية حماية وتعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي
- اتفاقية حماية وتعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي
- موقع التحالف العالمي للتنوع الثقافي (بالانجليزية)
مبادرة تهدف الى تعزيز الصناعات والمؤسسات الإبداعية في الدول النامية.
- موقع المرصد العالمي لحالة الفنانين الاجتماعية (بالانجليزية)
قاعدة بيانات الكترونية عن القضايا الاجتماعية الرئيسة الخاصة بالفنانين
- موقع مرصد مكافحة القرصنة (بالانجليزية)
الثقافة والتنمية
يشكل وضع الثقافة في صميم سياسة التنمية استثماراً أساسياً في مستقبل العالم وشرطاً مسبقاً لعمليات عولمة ناجحة تأخذ بعين الاعتبار مبادئ التنوع الثقافي، علماً ان تذكير مجمل الدول بهذه المسألة الأساسية يقع على عاتق اليونسكو.
وقد أثبت فشل بعض المشاريع الجارية منذ السبعينيات أن التطور لا يترادف مع النمو الاقتصادي وحده، بل هو وسيلة لصنع حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالاً. ولا يمكن بالتالي فصل التنمية عن الثقافة. ويشكّل تعزيز مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة هدفاً تم إطلاقه في إطار العقد العالمي للتنمية الثقافية (1988-1998)، وقد تحقق منذ ذلك الحين نمو ملحوظ بفضل مجموعة من الصكوك الخاصة بوضع المعايير ومن الأدوات الإيضاحية كالإحصاءات الثقافية والجردات ورسم خرائط الموارد الثقافية على المستويَين الإقليمي والوطني.
ويكمن التحدي الأكبر على هذا الصعيد في إقناع صانعي القرارات السياسية والفاعلين الاجتماعيين المحليين والدوليين بدمج مبادئ التنوع الثقافي وقيم التعددية الثقافية في مجمل السياسات والآليات والممارسات العامة، لا سيما عبر الشراكات العامة والخاصة.
وترمي هذه الإستراتيجية من جهة إلى دمج الثقافة في مجمل سياسات التنمية سواء ارتبطت بالتعليم أو العلم أو الاتصالات أو الصحة أو البيئة أو السياحة ( بالانجليزية)، وتهدف من جهة أخرى إلى دعم تطوير القطاع الثقافي عن طريق الصناعات الإبداعية. فبمساهمتها في التخفيف من حده الفقر، تنطوي الثقافة على منافع هامة من حيث تحقيق التماسك الاجتماعي.
فيديو
التنوع الثقافـــي
التنوّع الثقافي والحقوق الثقافية
ندوة نظمت بالاشتراك بين المعهد العربي لحقوق الإنسان والمنظمة الدولية للفرنكوفونية
مدخل
الدكتور بطرس بطرس غالى
الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية
التنوّع الثقافي وحماية الحقوق الثقافية مهمّتان أساسيتان من مهام الفرنكوفونية. وقد وضع البند الأوّل من ميثاق الفرنكوفونية من بين أولويات المنظمة، بناء الديمقراطية وتنميتها، والتوّقي من النزاعات، ومساندة دولة والتوّقي من النزاعات، ومساندة دولة القانون وحقوق الإنسان، وتكثيف الحوار بين الثقافات والحضارات